طريق السعادة يبدأ بالرضا والقناعه فالسعيد هو المستفيد من ماضيه...المتحمس
لحاضره...المتفائل بمستقبله...فالسعادة.. والشقاء لفظان على طرفي نقيض،
والذين عرفوا الشقاء هم أكثر من يقدرون لحظة السعادة، تلك التي لا تحصل
عليها إلا بجهد، ولا ينالها إلا من أرادها وسعي إليها واجتهد في الحفاظ عليها
إذ لا يحرص المرء غالبا إلا على ما بذل فيه جهدًا، أما الذي يأتيه بسهولة
فمن الممكن أن يفرط فيه بسهولة أيضا، وحين أخبر النبي صلىالله عليه
وسلم بأن المرء يقدرله في الأزل أشقي هو أم سعيد، لم يعن ألا نأخذ
بأسباب نيل السعادة، فنحن لا نعرف ما قدر لنا..وأعلى درجات تلك
السعادة أن يستشعر الإنسان الرضا في الدنيا، وينال الجنة في الآخرة
مصداقا لقوله تعالى: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس
نصيبك من الدنيا}.
كيف نحقق السعادة؟
سؤال يصلح لأن يكون هدفًا لحياة كل منا، على أن يحيطه بسياج من
المشروعية والضبط العقائدي بحيث لا يكون الإحساس بالسعادة مرادفاً لمتعة
تتعارض مع ثوابت الدين، أو للذة لحظة يدفع المرء من عقيدته مقابلاً لها.
معنى السعادة
تعرف السعادة بأنها: شعور بالرضا داخل النفس، ولا يشترط أن تقترن
بالنجاح، ولكن حبذا لو كان الناجح سعيد ا أو السعيد ناجح ا.. والسعادة
والنجاح معا يجب أن يكونا هدف كل منا
وتقسم الناس إلى
1 سعيد في الدنيا والآخرة.. فذلك المؤمن الفطن، وهو خير الناس.
2 - سعيد في الآخرة غير سعيد في الدنيا، وهو مؤمن غير فطن.
3 - سعيد في الدنيا.. غير سعيد في الآخرة.. وهو غير المؤمن.. الفطن.
4 - غير سعيد في الدنيا ولا الآخرة.. أي غير مؤمن وغير فطن، وذلك
هو الخسران المبين.
والذي لا يحاول أن يحقق السعادة لابد أن يعرف ماذا سيخسر؟
ستصيبه المشاعر السلبية، والأمراض الجسدية والنفسية، ويغرق في
المشاكل الأسرية، ويورث لأسرته التعاسة، ويشارك في صنع مجتمع
مضطرب وغير منتج.
خطوات على طريق السعادة
الخطوة الأولى
على طريق السعادة أن يسأل الإنسان نفسه.. ما السعادة؟ 10 أو 20 مرة
ويكتب تعريفاته وقناعاته، ثم يستعرض الإجابات حتى يعرف سبب سعادته
أو تعاسته، ويكتشف موضع الخلل، وليجرب كل منا أن يقلب أفكاره السلبية
عن السعادة إلي إيجابية، فإذا كان يري أن السعادة صعبة فليحولها إلى
"هي ليست سهلة، ولكنها شعور أنا مصدره، وإذا اعتقد أن السعادة لمن
يملك مالا، فليحول اعتقاده إلى.." السعادة مصدرها الداخل وهكذا.
الخطوة الثانية
استشعار المتعة في السعادة، وذلك بتسجيل آثار عدم السعادة في ورقة
وآثار السعادة في أخرى، والمقارنة بين الورقتين، فهذا يقوي الرغبة
في السعادة.
الخطوة الثالثة
اقنع نفسك بالقدرة على إسعادها، وقل لنفسك: "لقد نجحت في التغلب
على غضبي.. وسأنجح في الحصول على السعادة إن شاء الله".
الخطوة الرابعة
تحل بصفات السعيد، ومنها: "الاستفادة من الماضي والتحمس للحاضر
والتشوق للمستقبل".
- مواجهة الأحداث على أنها تحمل رسالة، والنظر إلى المشاكل على أنها
فرص للتغيير. و حسن التعامل مع النفس والآخرين.
- الإيجابية والتطور وحب التعلم. عدم استنكار القليل من مشاعر القلق
والشك والاضطراب ما دامت القاعدة هي التوازن واليقين.
الخطوة الخامسة
حقق محاور السعادة، فللحياة أربعة جوانب: الروحاني والاجتماعي
والنفسي والجسدي. والسعيد هو من يعطي لكل جانب حقه بتوازن، وإن
لم يكن يفعل ذلك، فليحلل وضعه، ويكمل نفسه، تطبيقا للقاعدة النبوية
"أعط كل ذي حق حقه". وارتق روحانيا
الخطوة السادسة
أحسن الظن واجتذب السعادة، فالإنسان حين يتشبث بفكرة صائبة مبشرة
يحققها ويؤيد ذلك قول الله - سبحانه وتعالي - في حديث قدسي على لسان
نبيه (صلى الله عليه وسلم): "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء".
وقد قال ابن القيم الجوزية: "إن الله لا يضيع عمل عامل ولا يخيب أمل آمل"
ومن باب اجتذاب السعادة.. مصاحبة السعداء، وطرد الأفكار التعيسة
الخطوة السابعة
فكر فيما تريد لا ما لا تريد.. فبدلا من أن تقول: أنا لا أريد القلق
والتوتر، قل: أنا أريد الطمأنينة.. اجعل أهدافك وأفكارك إيجابية.
المصدر
د. صلاح صالح الراشد - رئيس مركز الراشد للتنمية الاجتماعية والنفسية بالكويت