omrmohmed مشرف
عدد المساهمات : 9 تاريخ التسجيل : 14/09/2010 الموقع : ميزة سوفت
| موضوع: طبيب عبد الناصر يردّ على افتراءات هيكل الأربعاء أكتوبر 13, 2010 2:32 pm | |
| فوجئت بالأستاذ هيكل يعلن على منبر من لا منبر له أن كثيرًا من الشكوك
ذاعتْ عن وفاة عبد الناصر وأنه لا يصدِّقُها, ولكنه أيضًا لم ينفِها, ومع ذلك
اختار واقعتين بالتحديد ليذكرَهما بالتفصيل.
* الأولى: حديث مسجَّل بين مسئول إسرائيلي وآخر أمريكي بالسفارة
الأمريكيَّة بالقاهرة, وهو مسجَّل بواسطة المخابرات المصريَّة جاء فيه
بالتحديد ضرورة التخلُّص من عبد الناصر بالسمّ أو بالمرض، وهذا
التسجيل سمعه عبد الناصر, وبطبيعة الحال لا بدَّ أن يكون قد راجع
إجراءات أمنه، وهو الذي عاش حياته كلها ورأسه بين يديه, ولا غرابة
في الحديث، فقد كنا في حالة حرب فعلًا مع إسرائيل, ولذلك فهو حديث
بلا دلالة عمليَّة، بل حديث عادي في ظروف حرب, والقتل ليس بالنيَّة
ولكن بالوصول إلى جمال عبد الناصر، وهو ما لم يحدث.
* أما الواقعة الثانية فهي أن الرئيس السابق أنور السادات نحى السفرجي
الخاص بعبد الناصر، وصنع له فنجان قهوة بنفسه عقب انفعال طارئ, فهذا
الحدث إن كان صحيحًا فهو تصرُّف كريم من زميل وصديق يطفئ به النار
على الانفعال, أما أن يتوفى عبد الناصر بعد ثلاثة أيام فهذا حدثٌ لا شأن
له بفنجان القهوة. أما ان تكون هناك شائعة أن هذا الفنجان كان قد وُضع به
سمّ يقتل بعد ثلاثة أيام دون أي دلائل ودون أن يرى أحد أي شيء فهذا خيال
وافتراء لا يقوم عليه أي دليل، وحتى إن ذكر ذلك على أنه شائعة فإن ترديد
الشائعة نشرٌ لها ومن شخص في قامة هيكل ومن منبر من لا منبر له, فهو
نشر لها على مستوى العالم، وعلى الرغم من أن الأستاذ هيكل أعلن أنه لا
يصدِّق, ومن المستحيل أن يفكر في حدوثها فإن ذكر استحالة تصديقها وتعمُّد
نشرها على الملأ ما هو إلا درس لأي صحفي كيف ينشر ما يريد دون أن
يذهب إلى المحكمة، وعمومًا فإن الأستاذ هيكل لم ينفِ الشكّ. كما أن لدى
الأستاذ هيكل عوامل ذاتيَّة تضع محاذير أمام آرائِه الشخصيَّة في أنور
السادات، فقد أُقصي في عهده وأضير معنويًّا بل ووُضع في السجن. وفي
الحقيقة أنه لا يجوز لأحد أن يشكّ ولو للحظة أن هناك مَن كان يفكِّر في
تركة عبد الناصر ممن كانوا حولَه, فقد كانت مثقلةً بالمتاعب والمسئوليات
الجِسام, وأزعم أن مَن كانوا حولَه كانوا سعداء؛ لأنه يحمل المسئولية عن
الجميع.
ـ أشار الأستاذ هيكل إلى أنه يشعر في قرارةِ نفسِه أن الرئيس جمال عبد الناصر
كرئيس دولة لم يحظَ بالرعاية الصحيَّة الواجبة لشخص مثلِه وضرب مثلا سفره هو
لأفضل أماكن العلاج في الولايات المتحدة. وفي الحقيقة ينبغي ألا نقارنَ عصر
جمال عبد الناصر بالعصر الحالي, فمعدَّل الوفيات في ذلك الوقت كان 15,4
في الألف ومعدل وفيات الأطفال الرضع 145 في الألف ومتوسط الأعمار
58 للذكور و60 للإناث، وفي عام 2006 أصبح معدل الوفيات 6,3 في
الألف ومعدل وفيات الأطفال 33 في الألف ومتوسط العمر 69,2 للذكور
و73,6 للإناث. وعندما توفي عبد الناصر لم يكنْ في مصر عناية مركَّزة عدا
واحدة تحت الإنشاء في الإسكندرية وأذكر أنها لو كانت موجودةً لم تكن تجدي
في حالة الصَّدمة القلبيَّة التي توفي بسببها عبد الناصر، والتي يتوقَّف فيها
40% من عضلة القلب نتيجة انسداد شرايين القلب مما يفقد القلب لوظيفته
كمضخَّة. ولم يكن في عصر عبد الناصر زراعة أعضاء ولا إمكان عمل
خريطة للجينوم البشري يستطيع كل إنسان أن يعرف منها ما يمكن أن يصيبَه
من أمراض في المستقبل. وفي الحقيقة أن حالة عبد الناصر الصحيَّة لم تكن
تحتاج لسفره للخارج للعلاج فلم يكن محتاجًا لأي جراحات, كما أن مرضَه
كان واضحًا، البول السكري, وارتفاع ضغط الدم, وارتفاع الكوليسترول,
وانسداد في شرايين القلب، وجميعها أمراض تعالَج بتغيير نمط الحياة مع
العلاج الدوائي، ومئات الألوف يعانون منها، وأكثرهم يعيش بعد الستين,
ولكن الوفاة المبكِّرة والمفاجئة لجمال عبد الناصر كانت نتيجة وجود عامل
وراثي لم يظهرْ في حينها إلى جانب العوامل البيئيَّة. في الحقيقة إن القول
بأنه لم يحصل على رعاية طبيَّة كافية يجافي الحقيقة؛ فقد زاره كثير من
الأطباء الأجانب من كل الجنسيَّات, علاوة على الأطباء المصريين ومن
هؤلاء الأطباء الأجانب د. بولسون (دانمركي) د. فرجسون (بريطاني)
د. هاورد هانلي (بريطاني) د. هوبارد من البحريَّة الأمريكيَّة د. رفسوم
(نرويجي) د. جرستن براند (نمساوي) د. إرنسبت فايفر (ألماني)
د. شازوف من الاتحاد السوفيتي, فضلًا عن الأطباء الروس الكبار الذين
قادهم وزير الصحة الروسي للكشف عليه في روسيا. بعيدًا عن الشكوك
التي ليس عليها دليل, فأرجو من كل مَن يقرأ هذا المقال، طبيبًا كان أو
لم يكن، أن يدلَّني على تفسير لهذه الحقائق!
ـ كان جمال عبد الناصر أكبر أشقائه من الأم والأب.
ـ توفي جمال عبد الناصر عن 52 سنة بالأزمة القلبيَّة والسكر.
ـ توفي بعده شقيقه الليثي عن نفس السن وبنفس المرض.
ـ ثم توفِّي بعده شقيقه الثالث عز العرب عن نفس السن وبنفس المرض.
ـ أما شقيقه الرابع شوقي فتوفي بعد الثمانين، ولكن ابنه جمال أُجريت له
جراحتان في القلب بسبب الشريان التاجي.
ـ تزوَّج والد جمال (الحاج عبد الناصر حسين) بعد وفاة والدة جمال من
زوجة أخرى وأنجب خمسة بنين وسيدة عاشوا حياة طبيعيَّة, وإن كان أحدهم
أو اثنان منهم أُصيبا بأورام.
ـ توفي والد جمال في سن الثمانين (أكتوبر 1968).
ـ توفيت والدة جمال عبد الناصر(السيدة فهيمة حماد) في سن الثلاثين وهي
تضع ابنها شوقي أو بعد ولادتِه بيوم.
ـ توفي خال جمال عبد الناصر (إبراهيم حماد شقيق السيدة فهيمة) في
الخمسينات من عمره بأزمة قلبية.
ـ توفي خاله الآخر (أحمد حماد) بعد المعاش في ديسمبر 1967 ولكن ابنه
إسحاق توفي في الأربعين بأزمة قلبيَّة. هذه الحقائق ليس لها من تفسير سوى
أن العامل الجيني الوراثي إلى جانب العوامل البيئيَّة كانت السبب في الوفاة
المبكِّرة والمفاجئة لرئيس الجمهورية جمال عبد الناصر, كما كان السبب
في وفاة والدتِه وشقيقيه وخاله الأكبر وابن خاله الأصغر, وجميع هؤلاء
مواطنون عاديون تساوَوْا مع رئيس الجمهورية في النهاية. فهل آنَ الأوان
لأن يستردّ الطبيب المصري ثقة مواطنيه بعد أن هجرَه الأستاذ هيكل وذهب
للعلاج في الخارج وأعلن ذلك على العالم كله.
المصدر / د/ الصاوى حبيب
| |
|