أرجعت صحيفة أمريكية عدم حدوث أي اضطرابات خطيرة في مصر خلال فترة حكم الرئيس
محمد حسني مبارك على خلاف ما كان يحدث في عهده سلفه الرئيس الراحل أنور السادات إلى
أنّ الرئيس مبارك تعلم الدرس جيدًا من سلفه، ولم يسعَ لإثارة المشاعر المعادية للغرب والميراث
الاستعماري لدى مواطنيه.وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في عددها الصادر
اليوم الثلاثاء: إن الرئيس مبارك لم يتحمل عبء توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، كما أنه لم يُجْرِ
زيارة كبيرة لإسرائيل أو يدلِي بخطاب أمام برلمانها، كما فعل السادات، وعمل على قمع
المتشددين والتزم بخيار "السلام البارد" مع إسرائيل كما حرص على البقاء في المدار الأمريكي.
ونقلت الصحيفة عن فؤاد عجمي الأستاذ بجامعة ستانفورد الأمريكية قوله: إن "السادات كان
يعلن صراحة عن علاقاته مع الأمريكيين ويستحوذ على اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية، في
حين أن مبارك حرص على عدم تأجيج المشاعر المعادية للغرب والميراث الاستعماري لدى
مواطنيه، رغم ارتباطه بعلاقات مع الأمريكيين".ورغم أن مبارك كان دائمًا ما يحاول إظهار
استقلاله عن الوصاية الأمريكية إلا أنه كان يأخذ أكبر معونة أمريكية بعد إسرائيل من الولايات
المتحدة، هذا بالإضافة إلى اشتراك مصر في تدريبات عسكرية مع الولايات المتحدة.وأكدت
الصحيفة أن مبارك يحكم بقوانين الطوارئ، وأنه خنق حياة البلد السياسية وقلص المشهد
السياسي، بحيث أصبح المشهد مقسمًا ما بين دولة استبدادية على جانب وعلى الجانب الآخر
الإخوان المسلمين، وبينهما الفراغ، ولم تستطع أي حركة معارضة الظهور.ولفتت الصحيفة
إلى أن رفض مبارك تعيين نائب له ترك البلد فريسة للشكوك والأفكار السوداء، تاركًا العامة
يعتقدون باحتمالية توريث الحكم لابنه لجمال مبارك.وتابعت الصحيفة أنه في دولة بوليسية
كمصر فإن الإسلاميين الراديكاليين مطاردون مسجونون– في سجون مشهورة بقسوتها-،
والناجون من هذه السجون يسلكون طريق الجهاد العالمي.وقالت الصحيفة: إن مصر تحولت
في عهد مبارك إلى دولة سلطوية وعلمانية كان الجيش عمادها، للمحافظة على السلطة السياسية
في البلاد، وأشارت الصحيفة إلى أن مبارك لم يقد أو يدافع عن مسار التحديث في البلاد، حيث
لم يدفع بشعبه إلى ثقافة جديدة وعالم جديد، مضيفة أنه سمم الحياة المصرية حيث جعلها خليطًا
من معاداة الحداثة والأمركة والسامية.